نجمة الشعر

مَجْدُ أَمْسِي.. هَلْ سَيَنْسَاهُ غَدِي؟!
لَيْسَ يَنْسى الْهَجْرُ ما أَعْطَتْ يدي
لَيْتَنِي كُنْتُ نُجُوماً فِي الْفَضا
يَتَباهَى بِشُعاعي بَلَدِي
نَجْمَةُ الشِّعْرِ إِذَا ضَيَّعْتَها
قَدْ تُلاقيها بِحُضْنِ الْفَرْقَدِ
لَيْتَنِي كُنْتُ حَريراً ناعماً
كَيْ أَغيظَنَّ غُرورَ الْمِبْرَدِ
فِي رُبَى لُبْنانَ رَوَّضْتُ الْمَدَى
بَعْدَما خَطَّتْ ثُلُوجِي مَوْرِدِي
وَبِظِلِّ الأَرْزِ عانَقْتُ الْهَنا
وَتَرَكْتُ الصَّخْرَ يَبْنِي مَقْعَدِي
يَتَدَلَّى الْخَيْرُ مِنْ عِرْزالِنا
وَيَؤُمُّ الطَّيْرُ أبْهَى مَعْبَدِ
حِكَمٌ لا تَنْتَهِي عَايَشْتُها
إِيهِ ما أغنى لِسانَ الْوالِدِ:
إِنْ تَعِشْ دُنْياكَ لَمْ تَنْعَمْ بِها
شَتَمَتْ مَلْقاكَ طُولَ الأَبَدِ
قِيل فِي النَّارِ انْصهارٌ دائِمٌ
لَيْتَ هذا في الصَّقيعِ الْبارِدِ
كُلُّ شِعْرٍ لا يُوَعِّي عصرَهُ
صارَ جَمْراً فِي زَوايا الْمَوْقِدِ
قَدْ يُشِعُّ الْحَرْفُ فِي زَنْزانَةٍ
تُصْبِحُ الْقَصْرَ لِفِكْرٍ خالِدِ
مَنْ يُصَلِّي خَائِفاً مِنْ رَبِّهِ
لَيْسَ أَتْقَى مِنْ مُحِبٍّ مُلْحِدِ
مُعْطَياتُ الْحُبِّ نَصْرٌ مُفْرِحٌ
أَيُّ ذُلٍّ في فُؤادِ الْحاقِدِ؟
حاسِدِي.. لَنْ يَقْتَنِي مَجْدَ الْعُلَى
أَرْذَلُ الأَعْمارِ عُمْرُ الْحاسِدِ
لن يُقالَ الهرُّ أَضْحَى أسداً
وَلَوِ اخْتالَ بِجِلْدِ الأَسَدِ
كَمْ شَريفٍ خِلْتَهُ أُمْثُولَةً
كانَ ذِئباً خَلْفَ بابٍ مُوصَدِ
جَسَدُ الأُنْثَى إِذَا عَرَّيْتَهُ
لَنْ تَرَى فِيهِ جَمالَ الْجَسَدِ
وَطَنِي.. لَنْ أَشْتَكي طُولَ الضَّنَى
رَغْمَ بُعْدِي، لَمْ أَزَلْ فِي مَرْقَدِي
قَدْ حَمَلْتُ الأَرْضَ فِي شِعْرِي وَفِي
بُؤبُؤ الْعَيْنِ الْغَرِيبِ الْمُجْهَدِ
غُرْبَتِي.. نَارُ اشْتِياقٍ مُؤلِمٍ
وَرُجُوعِي.. بَوْحُ أَحْلَى مَوْعِدِ
**