يا مصر

يا مصرُ أنتِ الأُمُّ.. يا أُمّي اسْمَعي       
منْ كثْرَة الأشواق ضاقتْ أضلـُعي
ما كلُّ هذا النيلِ نهرٌ واحدٌ                 
فلقد وهبتُُ النيلَ مَجْرى أدْمُعي
لو باحتِ الأهْرامُ بالحبِّ النقيْ            
لعَلِمْتِ أنَّ القلبَ لمْ يرحلَْ معي
إبنُ المَهاجرِ غارقٌ في حزنِهِ             
منذُ احتضنتُ الأرضَ غابَ توجُّعي
شَعَّتْ على ثغـْر الأحبّةِ بَسْمَةٌ             
خِلْتُ النجومَ تـساقطتْ بتـَسَرُّعِ
يا أمَّ دُنيا.. هل صحيحٌ ما أرى؟          
هل تسمعُ البلدانُ صوتَ تضرّعي؟
مدّي اليدينِ إلى الحبيبِ ترفـُّقاً           
من ليسَ يأتي المجدَ.. ليْسَ بمُبْدعِ
ها قد سكبْتُ الحبَّ عِطْرَ قصيدةٍ          
فتنعّمي بالحُبِّ، ثمَّ تدلّعي..
يا مصرُ أنتِ الحرفُ والفنُّ معاً          
ألحانـُكِ الغنـّاءُ أغـْنـَتْ مَسْمَعي
كلُّ البلابلِ في ربوعكِ زغردتْ
والكونُ يُصغي في الجهاتِ الأربعِ
أنتِ القوِيّةُ.. إنْ تصارعَتِ القوىِ
عرشُ البطُولةِ عرشُنا.. فتربّعي 
كوني كما أنتِ احْتِضانَ أُمومَةٍ            
مَنْ يجمعُ الأبناءَ.. إن لمْ تجمَعي؟
إنّي أحبّكِ.. قلتُها متشرّداً
واليومَ جئتُ أقولُها بتخشُّعِ
**