ماذا دهاك؟

مَاذَا دَهَاكَ الْيَوْمَ يَا وَطَنِي
تَحْيَا زَماناً خارجَ الزَّمَنِ؟!!
أَطْفِىءْ مَعِي حِقْداً يَنُزُّ دَماً
كَيْ أَطْرُدَ الشَّيْطانَ مِنْ عَدَنِي
شَيْطانُ أَرْضِي تاجِرٌ جَشِعٌ
يَخْتَالُ فِي سَـحائِبِ التُّتُنِ
أَوْزانُهُ، ما هَمُّ، ناقِصَةٌ
زَانَ الْغِنَى، وَالدِّينَ لَمْ يَزِنِ
دُولارُهُ جُوعُ الْفَقِيرِ بِهِ
تَبّاً لَهُ مِنْ تاجِرٍ بَطِنِ
عَلَّقْتُ قلْبِي في الدُّجَى قَمَراً
مُسْتَعْرِباً، أَوْدَعْتُهُ شَجَنِي
وَاحْتَكَّ شِعْرِي بِالرِّياحِ فَها
جَتْ تَنْفُخُ النِّيرانَ فِي مِحَنِي
جُبْتُ الْفَيَافِي قُبْلَتِي جَبَلٌ
تَصْبُو إِلَيْهِ سُرْعَةُ السُّفُنِ
عَمَّرْتُ فَوْق الْمَوْجِ دَسْكَرَةً
حَنَّتْ إِلَيْها زَهْرَةُ الْمُدُنِ
لا أَبْتَغِي مِنْ حاضِري أَمَلاً
إِنْ لَمْ أُسَمِّرْ فِي الرُّبَى سَكَنِي
آمَنْتُ.. آمِنْ مِثْلِي يا وَطَناً
حُكَّامُهُ مِنْ مُتْحَفٍ وَثَنِي
أَلرَّبُُّ مِلْءُ الضَّوْءِ.. وَيْحَهُمُو
غَرْقَى بِبَحْرِ الْكُفْرِ وَالْعَفَنِ
شَعْبُ الْوَرَى أَثْمانُهُ ذَهَبٌ
لكِنَّ شَعْبِي فَاقِدُ الثَّمَنِ
عَيْنِي رَأَتْكَ الْوِلْفَ.. لا عَجَبٌ
إِذَا هَوَتْكَ وَانْتَشَتْ أُذُنِي
أَحْبَبْتُكَ الْعُمْرَيْنِ.. هَلْ وَلَهٌ
أهْداكَ عُمْراً جالَ فِي الْبَدَنِ؟
صَانَتْهُ رُوحِي مُنْذُ تَنْشِئَتِي
ماذَا دَهاكَ الْحُبَّ لَمْ تَصُنِ؟!
خُذ عُمْريَ الْباقِي فلا وطنٌ
يَحْلُو.. وَلمْ يَحْضُنْ ثَرَى كَفَنِي
**