إلى راهبة

إِنْ يَأْتِ، يا أُخْتاهُ، يَوْمُ رَحِيلِنَا
عَنْ هَذِهِ الأَرْضِ الَّتي هَنِئَتْ بِنَا
لا تَجْزَعِي، ما هَذِهِ الدُّنْيَا لَنَا
نَحْنُ السَّماءُ رُبُوعُنَا، مَرْجُ السَّنَا
قَدْ كُنْتِ كَوْناً فِي بِدَايَةِ لَفْظَةٍ
وَرَبِيعَ دَيْرٍ طَاهِرٍ، حُلْوِ الْجَنَى
إِيمانُ، إِنْ فَارَقْتِها يَوماً، أَتَتْ
تَشْكُو الْفِرَاقَ، وَأَسْتَغِيثُ بِها أَنَا
إيمانُ أُخْتُكِ، أَوْ رَفِيقَةُ رِحْلَةٍ
هَلْ يُسْكِرُ الْعُصْفُورَ غَيْرُ الْمَيْجانَا؟
أَعْطَيْتِنِي فِي غُرْبَتِي قُدْسِيَّةً
فَغَزَلْتُ مِنْ قُدْسِيَّتِي أَحْلَى دُنَى
وَنَذَرْتُ نَفْسِي لِلْقَدَاسَةِ شَاعِراً
كُونِي وَسِيطِي يَوْمَ نَلْقَى رَبَّنَا
قَسَماً إِذَا هَزَّ الرَّحِيلُ شِرَاعَهُ
سَيُدَوِّنُ التَّارِيخُ: مَرُّوا مِنْ هُنَا!
**