دعوة أم

هَذِي يَدِي مَدَدْتُهَا كَدَعْوَتِي
لِتَعْبُرُوا مِنْ حُزْنِكُمْ لِفَرْحَتِي
ضَاقَتْ دُروبُ الْعُمْرِ مِنْ تِرْحالِكُمْ
وَالْهَجْرُ يُخْفِي دَمْعَكُمْ فِي مُقْلَتِي
أَفْلاذَ قَلْبِي.. لا تُذِيقُوني النَّوَى
مَنْ غَيْرُكُمْ تَزْدانُ فِيهِ صَحْوَتي!؟
أَلَمْ تَرَوْا شَيْبِي يُعادي مَفْرِقِي
وَالْخَدَّ تُرْدِيهِ شَظايا دَمْعَتي؟
أَلَمْ تَرَوْا سَيْرِي بَطِيئاً مُتْعَباً
وَالصَّدْرَ يَعْلُو حِينَ تَعْلُو أَنَّتِي؟
عُودُوا لِحِضْنٍ لَنْ تُلاقُوا مِثْلَهُ
إلاَّ إِذَا جِئْتُمْ رُبُوعَ جَنَّتِي
حُلْمِي الْوَحِيدُ أَنْ أَرَى أَطْفَالَكُمْ
وَأَنْ تَضِجَّ بِالصُّرَاخِ خَيْمَتِي
كُلُّ الْصُّراخِ الْمُسْتَحَبِّ صَامِتٌ
وَالصَّمْتُ وَهْمٌ قَدْ يُطِيلُ صَرْخَتِي
يَغْتاظُ بَيْتِي مِنْ غُبارِ بُعْدِهِمْ
وَتَنْزَوِي مِنْ دُونِهِمْ مَحَبَّتِي
أَطْفَالُكُمْ رُوحي وَآمالُ غَدِي
وَبَهْجَتِي إِنْ تَمْتَمُوا: يَا جَدَّتِي
لا تَحْرِمُوني مِنْ عَطايا خالِقِي
لا تَحْبِسُوني في مَرايا وِحْشَتِي
هُمْ أَيْمَنِي وَأَيْسَري وَالْمُرْتَجَى
وَهُمْ عُيُوني وَارْتِياحُ نَظْرَتي
رُسُومُهُمْ أَنَمْتُها عَلَى يَدي
لِتَرْتَوِي مِنْ عِطْرِهِمْ وِسَادَتي
وَتَزْدهِي بِظِلِّهِمْ شَراشِفِي
وَتَنْتَشِي أَنامِلِي وَقُبْلَتِي
ما هَمَّني.. إِنْ أَرَّقَتْنِي صُورَةٌ
فَاللـهُ يَغْفُو فِي زَوايا غُرْفَتِي
**